تخطي للذهاب إلى المحتوى

ايه هى الذاكره العضلية؟

ذاكرة العضلات ليست ذاكرة موجودة داخل العضلات نفسها، بل هي نوع من الذاكرة طويلة الأمد المخزنة في الدماغ، وتحديداً في مناطق مثل الفص الجبهي (قشرة الحركة)، والمخيخ، والعقد القاعدية.

يمكن تعريف ذاكرة العضلات على أنها قدرة الجسم على تكرار حركة معينة بدقة وسهولة دون الحاجة إلى التفكير الواعي. تتطور هذه الذاكرة من خلال التكرار المستمر والممارسة لحركة أو مهارة معينة حتى تصبح تلقائية.

كيف تعمل ذاكرة العضلات؟

عندما تتعلم حركة جديدة، يقوم دماغك بمعالجة المعلومات وإرسال إشارات إلى العضلات لتنفيذها. في البداية، يتطلب هذه العملية تركيزًا وجهدًا واعيًا. مع التكرار والممارسة، يصبح المسار العصبي المسؤول عن هذه الحركة أقوى وأكثر كفاءة. مع مرور الوقت، يصبح الدماغ قادرًا على استرجاع هذا المسار العصبي وتنفيذ الحركة تلقائيًا دون الكثير من التفكير الواعي.

على المستوى الفسيولوجي، يُعتقد أن ذاكرة العضلات تتضمن زيادة في عدد النوى العضلية (نوى خلايا العضلات) داخل خلايا العضلات المدربة. تحتوي هذه النوى على المادة الوراثية اللازمة لإنتاج البروتينات التي تبني وتقوي العضلات. كلما زاد عدد النوى العضلية، أصبحت العضلة أقوى وأصبحت أكثر قدرة على أداء الحركة بكفاءة. حتى بعد التوقف عن النشاط لفترة، تبقى هذه النوى العضلية، مما يسهل استعادة القوة والمهارة عند استئناف التدريب.

أمثلة على ذاكرة العضلات:

  • قيادة السيارة: في البداية، تحتاج إلى التفكير في كل خطوة (ضغط دواسة الوقود، تغيير السرعات، استخدام عجلة القيادة). مع الممارسة، تصبح هذه الحركات تلقائية.
  • عزف آلة موسيقية: يتطلب تعلم عزف قطعة موسيقية تكرار الحركات حتى تتحرك أصابعك تلقائيًا على الآلة.
  • الكتابة على لوحة المفاتيح: بعد التدريب، يمكنك الكتابة بسرعة ودقة دون النظر إلى المفاتيح.
  • ممارسة الرياضة: الحركات الأساسية في العديد من الرياضات (مثل رمي كرة السلة أو تأرجح مضرب الجولف) تصبح تلقائية مع التدريب.
  • الرقص: تعلم خطوات الرقص وتكرارها حتى يتمكن الجسم من أدائها بشكل طبيعي وآلي.

مراحل تطوير الذاكرة العضلية:

  1. المرحلة المعرفية: في هذه المرحلة، تركز تمامًا على فهم الحركة وكيفية أدائها. قد تحتاج إلى التفكير في كل خطوة على حدة.
  2. المرحلة الترابطية: مع الممارسة، تبدأ في ربط الحركات المختلفة معًا، وتصبح الحركة أكثر سلاسة. تحتاج إلى تفكير أقل وعيًا في كل خطوة.
  3. المرحلة الذاتية: بعد الكثير من الممارسة، يصبح الحركة تلقائية تمامًا ولا تتطلب أي تفكير واعٍ لأدائها.

ذاكرة العضلات لبناة الأجسام:

تشير ذاكرة العضلات في كمال الأجسام إلى الظاهرة التي يتمكن فيها الأفراد الذين قاموا سابقًا ببناء كتلة عضلية من استعادتها بشكل أسرع مقارنةً بشخص لم يتدرب من قبل. هذه ليست ذاكرة حرفية مخزنة في نسيج العضلات نفسه، بل هي نتيجة للتكيفات الفسيولوجية التي تحدث خلال المرحلة الأولية لبناء العضلات.  

إليك تفصيل لكيفية عمله لبناة الأجسام:

علم ذاكرة العضلات:

  • إضافة النوى العضلية: عندما تشارك في تدريب المقاومة، تتعرض ألياف عضلاتك لزيادة الحجم (النمو). تتضمن هذه العملية إضافة نوى جديدة (نوى عضلية) إلى خلايا العضلات. هذه النوى ضرورية لتخليق البروتين، وهو أمر حاسم لنمو العضلات وإصلاحها.  
  • استمرارية النوى العضلية: حتى عندما تتوقف عن التدريب وتبدأ عضلاتك في الضمور (الانكماش)، فإن هذه النوى العضلية الإضافية لا تختفي. تبقى خاملة داخل ألياف العضلات.  
  • إعادة تدريب أسرع: عندما تستأنف التدريب، فإن هذه النوى العضلية الموجودة تسمح لعضلاتك بالتكيف والنمو بشكل أسرع. خلايا العضلات لديها بالفعل "الآلات" (النوى الإضافية) في مكانها لزيادة تخليق البروتين بشكل أكثر كفاءة من شخص يبدأ من الصفر.

فوائد الذاكرة العضلية لبناة الأجسام:

  • استعادة أسرع بعد الفترات: إذا أخذ لاعب كمال الأجسام استراحة بسبب الإصابة أو السفر أو أسباب أخرى، فإن ذاكرة العضلات تتيح له استعادة الكتلة العضلية والقوة المفقودة بشكل أسرع مما استغرقه لبنائها في البداية.  
  • عودة أكثر كفاءة إلى المستويات السابقة: بدلاً من البدء من جديد، يمكنهم غالبًا العودة إلى مستويات لياقتهم البدنية وقوتهم السابقة في جزء من الوقت.
  • الميزة النفسية: معرفة أن المكاسب السابقة ليست مفقودة تمامًا يمكن أن تكون دافعًا كبيرًا لمدربي كمال الأجسام العائدين إلى التدريب.

اعتبارات مهمة لبناة الأجسام الذين يستخدمون ذاكرة العضلات:

  • العودة التدريجية: بينما تساعد الذاكرة العضلية، من الضروري العودة إلى التدريب بشكل تدريجي لتجنب الإصابة. ابدأ بأوزان أخف وحجم أقل، وزد الشدة تدريجياً.
  • ركز على الشكل: إعادة تأسيس الشكل والتقنية الصحيحة أمر ضروري، حتى لو كانت العضلات تتذكر الحركات إلى حد ما.  
  • التغذية والتعافي: إن تناول كمية كافية من البروتين والراحة الكافية لا يزالان ضروريين لنمو العضلات مرة أخرى.
  • الاتساق: بينما قد تكون العوائد الأولية أسرع، إلا أن الاتساق في التدريب لا يزال ضروريًا للحفاظ على المكاسب السابقة والبناء عليها بشكل أكبر.

باختصار، ذاكرة العضلات هي قدرة الدماغ على تخزين واسترجاع أنماط الحركة التي تم اكتسابها من خلال التكرار والممارسة، مما يسمح بتنفيذ الحركات بدقة وسهولة دون تفكير واع.

شارك هذا المنشور
الأرشيف
تسجيل الدخول حتى تترك تعليقاً
دليلك الشامل في رمضان